كلمة فضيلة الأمين العام
كلمة
الأمين العام لمجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشَّريف
رئيس اللجنة التحضيرية
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين والتَّابعين لهم بإحسان إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فإنَّ مجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشَّريف في المدينة المنوَّرة أحدُ أهمِّ المعالم الإسلاميَّة والحضاريَّة في بلادنا المملكة العربيَّة السعوديَّة، فهو جامعٌ بين نُبل الرِّسالة وسموِّ الهدف والغاية، ويشرف بالعناية بالقرآن الكريم الذي فيه الهدى والنُّور، ومنبع الطمأنينة والسَّكينة.
لقد كان إنشاء مجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشَّريف في المدينة المنوَّرة بأمر من خادم الحرمين الشَّريفين الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله وطيَّب ثراه-، وافتتحه في عام 1405هـ، ليبدأ مسيرته المباركة في العناية بهذا الكتاب العزيز، ويمتد أثره الخيِّر النَّافع إلى وقتنا الحاضر بفضل الله وكرمه.
إنَّ مجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشَّريف بالمدينة المنوَّرة يعتلي اليوم المكانة الرَّائدة والمرجعيَّة الفريدة للعناية بالقرآن الكريم طباعةً ونشراً وخدمةً لعلومه وترجمات معانيه، بل أصبحت له الصَّدارة المرموقة في احتضان الأنشطة العلميَّة المختلفة؛ من النَّدوات والمؤتمرات والملتقيات الخادمة للقرآن الكريم وعلومه وترجمة معانيه.
وتأتي هذه المسابقة الدوليَّة لكتابة المصحف الشَّريف ضمن سلسلة النَّشاط العلمي والسِّيرة الحافلة للمجمَّع؛ تحقيقاً لرسالته النَّبيلة وأهدافه السَّامية، بفضل الله ثمَّ بالدَّعم والمساندة من قيادة هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعوديَّة، وعلى رأسها قائد المسيرة خادم الحرمين الشَّريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمَّد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله تعالى.
والمسابقةُ في أبعادِها: دوليَّةٌ تهدفُ إلى إبرازِ عنايةِ المملكةِ العربيَّة السُّعوديَّة بخدمة كتاب الله تعالى، وإتاحة الفرصة للمتميِّزين في كتابته، والمشاركة في شرف كتابة مصحفٍ كريمٍ، وفي ذلك فرصةٌ لهؤلاء المتميِّزين مِن الخطَّاطين مِن مختلف أنحاء العالم لتبادل الخبرات، وتلاقح الأفكار؛ بما يعود على خطِّ المصحف بأفضل وأرقى النَّتائج.
وانطلاقاً من هذه الأهداف النَّبيلة صدر الأمرُ السَّامي الكريم بالموافقة على تنظيم وزارة الشُّؤون الإسلامية مسابقةً دوليَّةً لكتابة المصحف الشَّريف، بإشرافِ مجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشَّريف بالمدينة المنوَّرة.
ويضع المجمَّع بين يدي القارئ الكريم دليل المسابقة هذا، متضمناً أهداف المسابقة، واللِّجان التي عملت للتَّحضير والإعداد والتَّهيئة لها، وأسماء الخطَّاطين الذين كان لهم شرف المشاركة في كتابة هذا المصحف الشَّريف.
ولعلَّه بفضل الله ومنه وكرمه قد حقَّقت المسابقةُ أهدافَها المرسومةَ لها، والمدروسةَ بعنايةٍ من اللَّجنة التَّحضريَّة، من خلال جمع هذه الثلة المتميزة من الخطاطين، وإبراز قدراتهم وإبداعاتهم من خلال المشاركة في كَتْبِ هذه النسخة المتميزة من المصحف الشَّريف، وغير ذلك ممَّا يصاحب هذه المسابقة من أنشطة وفعاليات هامَّة، وكلُّ ذلك بفضل الله وتوفيقه وإعانته وتسديده.
وختاما يسرني أن أتقدم بوافر الشكر وكبير الامتنان للقيادة الحكيمة، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشَّريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله ورعاهما على دعمهم السخي لمسيرة المجمع؛ لتحقيق أهدفه، وإبلاغ رسالته النبيلة.
والشكر موصول لمعالي الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع على إشرافه ومتابعته الحثيثة وتوجيهاته السديدة لإنجاح هذه المسابقة، وقطف ثمارها اليانعة.
حفظ الله بلادنا المملكة العربية السعودية، وأدام عيلها أمنها وأمانها ورخاءها واستقرارها، ووحدة صفها، واجتماع كلمتها، ودفع عنها البلايا والشرور، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عاطف بن إبراهيم العليان
الأمين العام لمجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشَّريف
رئيس اللجنة التحضيرية